عندما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما معناه ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصلين العصر فى بنى قريظة ) ظهرت مدرستين من الصحابة مدرسة التزمت نص قول رسول الله فلم يصلوا الا فى بنى قريظة ومدرسة نظرت فى مقاصد الحديث فتحركوا على الفور وعندما حان العصر صلوا فى اماكنهم قبل ان يصلوا الى بنى قريظة.
وأقر رسول الله الفعلين بالسكوت فظهرت مدرستين مدرسة الحديث ومدرسة الرأي والسلفيون و الاخوان هم خليفتا المدرستين
إن جماعة الإخوان المسلمين هى إمتداد مدرسة الرأى والاجتهاد والتي هى امتداد لمنهج الامام ابي حنيفة الا ان منهج ابى حنيفة كان فى الفقه ولكن منهج الاخوان يشمل جميع مظاهر الحياه مع كامل الالتزام بالقواعد والثوابت والمقاصد العليا للاسلام.
أما السلفيون فهم امتداد مدرسة اهل الحديث اللتي هى امتداد منهج الامام مالك والتي تميل الى الالتزام بالنصوص والتي كانت فى البداية على عهد مالك القرآن والأحاديث ولكن السلفيين أضافوا لها أقوال السلف من الثلاث قرون الاولى مع بعض الاجتهادات القليلة.
وسلفنا رضى الله عنهم استوعبوا هذا الاختلاف فى المنهجين وتنافسوا بينهم فى افادة العلم والفقه وتحاوروا تحت مظلة الاخوة والثقة والحب فى الله ( انظر المناظرة التى كانت بين مالك وابى حنيفة فى موسم الحج : ما أبدعها )
أما بعض الخلف فتناطحوا ولم يدركوا انه اختلاف تكامل وتنوع لا تناحر وتفرق .
ورأيى والله أعلم اننا فى حاجة للمنهجين
فعندما يتوسع الاخوان فى الرأى والاجتهاد والمصالح المرسلة تطرفا يبعدهم عن الشرع يردهم منهج السلفيين الى الثوابت و القواعد
وعندما يتجمد السلفيون فى الرأى ما لا يناسب الواقع يردهم الاخوان الى الواقع والاجتهاد الملزم بالشرع
فهما منهجين متكاملين ليس للاسلام غنى عنهما.
والذى يجعل تعصبه لجماعة أو حزب فليراجع اخلاصه لله فالمحب لدين الله يحب ويجل كل من يعمل لرفعته.
No comments:
Post a Comment