لم أملك نفسى من البكاء وأنا أقرأ هذا المقال الودود عن أمنا الحبيبة مصر، الذى كتبه الأديب السعودى «محمد الرطيان» ونشره فى جريدة «المدينة» السعودية، واختار له هذا العنوان الجذاب «وعشان كده مصر يا ولاد حلوة الحلوات». أشكره من أعماق قلبى باسم مصر وكل عشاق مصر. أترككم مع المقال النثرى البديع.
■ ■ ■
إن كانت مصر (أم الدنيا).. فهى من باب أولى أم للعرب جميعا.
وأى عربى لا يحب مصر فتأكدوا أن فى قلبه خللا ما.. وأى عربى يكرهها فتأكدوا أنه ابن عاق!
■ ■ ■
عودوا لطفولتكم أيها العرب: أول طبيب عالجكم.. مصرى.
أول معلم درّسكم.. مصرى. أول كتاب قرأتموه.. كتبه مصرى وطبعته مطبعة مصرية. أولى حركات التنوير.. كانت تأتى من مصر. أولى الثورات.. مصرية. أول الشهداء.. مصريون.
وأنا أحب مصر بكل ما فيها: من غلابة، وأناس طيبين، وفقراء. ورغم أنهم يعيشون فى المقابر يعرفون كيف يضحكون ويؤلفون النكات.
أحبها: بعلمائها، ومثقفيها، ودعاتها، وفنانيها... ولا تقولوا لى: لا يجتمع فى قلب مؤمن حب (وجدى غنيم) و(محمد منير) لأننى أعلم بقلبى منكم.
■ ■ ■
إنها مصر التى استطاعت أن تُصدّر لنا (لهجتها) كأنها لغة ثانية لنا.. وهى تخبئ روحها الحلوة فى لهجتها.
إنها مصر التى تشعرك من أول لقاء: «كأنها واحدة من العيلة»..
مصر التى تدخلها كأنك تدخل بيتك.
■ ■ ■
كتبت سابقاً: إذا غنّت مصر.. رقص العرب.
وإذا أنجبت «عمرو دياب» ستجد له نسخة فى كل عاصمة!
وإذا غنى «عبدالحليم» – خليّ السلاح صاحى – أخرج العرب كل أسلحتهم من مخازنها! وصار رمى اليهود فى البحر خياراً استراتيجياً لكل العرب.
أما إن جنحت للسلم، فاعلم أنه – حتى مقديشيو – سيصبح
السلام خيارها (وبطيخها) الاستراتيجى! إنها مصر:
إذا «تحجبت» سيصبح «الحجاب» أكثر الأزياء رواجاً
وإذا أطلقت لحيتها فسيقل عدد الحلاقين من طنجة إلى ظفار
وإذا خرجت للشارع وهى تحمل بيدها قنبلة وساطورا.. فاعلم أنك
سترى هذا المشهد بعد سنة، سنتين، عشر.. فى شوارع أخرى.
و: إنها مصر.. البهيّة.. الولاّدة: تنام، ولكنها لا تموت.
■ ■ ■
يا رب النيل..احفظ بلاد النيل والمواويل من الجفاف. يا رب الغلابة.. احفظ الغلابة من المعتدين. يا رب مصر.. احفظ لنا أمن مصر.
■ ■ ■
انتهى المقال. قولوا معى: «آمين». |
No comments:
Post a Comment